صرخة القدر - قصة فانتازيا

صرخة القدر

2025,

فانتازيا

مجانا

فتاة قوية جداً اتولدت بقوة غير متوقعة، بس للأسف وقعت في إيد معذبين بيحاولوا يكسروها نفسياً وجسدياً، خصوصاً زاكسياس اللي بيعذبها من جواها وويل اللي بيكسرها من براها. هي بتعاني كتير وبتتذكر أهلها اللي فقدتهم، بس عندها أمل في الانتقام والتحرر. في نفس الوقت، فيه محاربين خالدين أقويا، منهم روهانا اللي عندها قوة التحكم في الوقت، بيعيشوا متخفيين في جبل عشان يحموا نفسهم والعالم من قوى شريرة. روهانا عايزة تتدخل وتنقذ البنت اللي اتعذبت، بس ويلا الحامية الصارمة بتمنعها عشان فيه نبوءة لازم تحصل. القصة بتسلط الضوء على معركة بين القوة والألم، والحب والقدر، في عالم مليان بالأسرار والصراعات.

زاكسياس

هو اللي بيعذب البنت من جواها، بيحط إيديه على هيكلها العظمي وعينيه الحمرا بتبلعها. .

الأمير داريوس

شاب صغير، بيصحى بعد ما فقد جزء من روحه، وعنده قوة غير متوقعة بتظهر فيه وبيسيطر عليه الغضب والألم. بيدور على البنت اللي فقدها.

روهانا

محاربة خالدة من مجموعة "الجينيفا"، عندها قوة التحكم في الوقت. بتعيش متخبية في جبل وبتحس بالضيق من الوضع ده، وعايزة تتدخل عشان تنقذ البنت اللي بتتعذب.
تم نسخ الرابط
صرخة القدر

كتير في الكون محدش يقدر يتوقعها، أو يفهمها، أو يتحكم فيها. ناس بتفتكر إن اللي خلقوا عالمهم هما المسؤولين عن كل كائن حي أو الاختيارات اللي بيعملها الكائن ده والحاجات اللي بيعملوها مخلوقاتهم. الحقيقة إن اللي خلقهم كان ببساطة "الوجود" و"الإمكانية". الآلهة والكيانات الإلهية دي مجرد مضيفين، حاجات محطوطة عشان تبقى سهلة ومفهومة لعقول اللي مش بيقدروا يستوعبوا إيه اللي بيخليهم يختاروا بين قلبهم وعقلهم. هما نفسهم. العالم ده مجرد إمكانية في ملايين تانية لا نهائية، بس فيه حاجة مشتركة بينهم كلهم. فيه قوى معينة في الوجود محدش يقدر يتوقعها أو يفهمها أو يتحكم فيها، وغالباً بيتبص لها على إنها حاجة تانية خالص.
اتحكت قصص كتير عن خلق العالم اللي اسمه "كير". بيتقال إن فيه قوة مالهاش اسم ولا جسم ولا روح هي اللي خلقت العالم ده، ومعاه آلهة تحكمه عشان تقرر مصيره. مع الوقت، القصص دي اتغيرت واتعدلت وبقت مختلفة تماماً مع كل جيل بيعدي. حاجة بقت حاجة تانية، والحاجات دي بقت قوى الناس سمتها "القدر"، اللي بتتنبا بيها نبوءات بتقولك إيه اللي هيحصل في المستقبل، بس القصص دي غلط. القدر فجأة بقى تفسير لإحساس نقي وقوي لدرجة إن الناس بدأت تديله اسم تاني. "النصيب". ومن هنا، انتشر اعتقاد "رباط النصيب" في كل القارات، من ودن لودن، ومن أرض لأرض. اللي كان مجرد كلمة لحاجة قوية بشكل غير مفهوم، بقى كيان عالمي خد الحياة من قوة "الإمكانية" و"الوجود" وبس. الإمكانية إن كل واحد ممكن يلاقي حاجة قوية بالمنظر ده.
مفيش حاجة بتحكم "كير"، ومفيش حاجة بتقرر مصيره غير اللي عايشين فيه. مفيش آلهة موجودة. مفيش حاكم واحد عليهم كلهم، بس فيه "الحب". ده واحد من القوى في الكون اللي محدش يقدر يتوقعها أو يفهمها أو يتحكم فيها. القوى دي معروفة باسم "اللا يمكن لمسها". حاجات اللي يحاول يعارضها أو يتمنى يمحوها من الوجود عمره ما هيقدر يلمسها. قوى قوية لدرجة إن مالهاش شكل واحد أو هدف واحد. هي موجودة وبس. الحب بيعيش في المكان اللي بيلاقوه فيه، وقوته على قد ما بيتمسكوا بيه. ممكن يدمر زي ما ممكن يخلق، ببساطة بيعتمد على اللي شايله هيختار يستخدمه في إيه.
على مدى آلاف السنين، عبر النجوم والمجرات وكل إمكانية اتخلقت، قوى زي الحب موجودة في كل حتة، وعمرها ما اتقابلت بصعوبة، ولا اتخلقت قوى تانية زيها من ساعتها. بعد مليارات السنين من بداية "كير"، وبعد ما فكرة وجوده اتولدت، في اللي مخلوقات العالم بتسميه المملكة الوسطى للقارة المركزية، "فاندريا"، ومستخبي جوه اللي اسمه غابة "ديرج"، من الإمكانية والإيمان، قوة مستمدة من الحب محدش يقدر يتوقعها أو يفهمها أو يتحكم فيها، اتولدت. جوه الكوخ الصغير اللي فيه أطفال ورُضع والناجين من "لا يمكن لمسها" تاني سموه "الموت"، الإمكانية الجديدة مستخبية جوه حاملها – مجرد أصغر نجمة في السما.
في كل الكون، "الوجود" و"الإمكانية" بيلتفوا ناحية الضوء الخافت الجديد اللي اتولد من واحد من أولادهم الأوائل. بيسافروا للمكان اللي طلع منه أول نفس في أوضة معيشة صغيرة جنب مدفأة، نايم على كنبة وبيصحى. قرون طويلة عمرهم ما شافوا حاجة غريبة ومجهولة زي دي، "الوجود" و"الإمكانية" بيميلوا على الشاب الصغير اللي شعره غامق وعينيه خضرا. بيبصوا جواه عشان يدوروا على إيه اللي شايله، وبينادوا على ابنهم "الحب"، عشان يشرح إيه اللي سمحوا لنفسهم يستخدموا فيه. خايفين من اللي بيكبر جوه الأمير الشاب لأنه مجهول ليهم. لأنه أول نوع يتولد.
سامعين نداء، "الوجود" و"الإمكانية" بيروحوا جنوب، مش بعيد عن المكان اللي فيه نور توأم بيشع جوه شخص تاني. بنفس القوة والجدة، خوفهم بيزيد. اللي اتخلق ده مش "وجود" ولا "إمكانية"، ولا هو "لا يمكن لمسها". اللي اتولد ده حاجة غير متوقعة، وغير مفهومة، وغير قابلة للتحكم، وفي حين إن نصها بيصحى تاني في الغابة اللي غطاها الظلام، النص التاني صحي بالفعل، ومحدش يقدر يلمسه حتى هما.

الحب مالوش قواعد أو حدود أو قيود تقدر تحبسه. هو عارف إيه اللي ممكن ييجي منه، خير أو شر. هو عارف إمتى يضرب وإمتى يفشل. هو عارف إمتى ينقذ وإمتى يقتل، ولما بيقتل بيعملها ببطء عشان يفكر الكل إنك عمرك ما تقدر ما تحسش بيه. يا إما بتحس بيه كله، يا إما بتحس بكيانه. عمره ما اتغش أو اتخدع، ببساطة استخدموه غلط. حتى لو أهله خايفين من اللي بقى عليه دلوقتي، الحب مش قادر غير إنه يبتسم للشاب اللي بيصحى في حضن أمه. هو مستحيل يفهم إيه اللي جاي ولا إيه اللي هيكون، وعشان كده، الحب بيشفق عليه. عشان كده بيحط إيده على راسه وبياخد الألم اللي متجمع جواه وبيحط مكانه ذكرى. ذكرى ليه هو وملكتها وهما بيضحكوا وبيجروا في الجنينة على فرس أكبر بكتير مما يعرفوا. ذكرى ضحكتهم المتشابكة والحرية اللي كانوا عايشينها. بيفكر الأمير إيه اللي هيضطر يعمله، وإيه اللي مش هيقدر يعمله.
لما الأمير بيقعد، بيبص على عيلته وأصحابه حواليه. بيدور فيهم، بيعد أعدادهم. الحب عارف إيه اللي عينيه مش لاقياه، لإن "الغير قابل للتنبؤ" اللي لسه مولود جواه بينادي على نصه التاني. الأمير بيشوفه وحش، بس الحب بيؤمن إن حاجة زي دي مستحيل تكون وحشية. على الأقل، مش جوه أولاده الصافيين، وبالتأكيد مش لما يكون عارف شكل الوحشية عامل إزاي. الحب بيتفرج على أم الأمير وهي بتحاول تهديه من مطالبه عن مكان البنت المفقودة. بنت الحب عارفها كويس، وخايف عليها من انفصالها عن الأمير بنفس القدر. بنظرة باهتة، بيتفرج على الحارس الأكثر ولاءً للأمير وهو بيبعد عن الباقيين وبيشرح كل حاجة. إزاي البنت خلته هو والباقيين يوعدوا ياخدوه ويسيبوها لو حصل كده. بيسمع الحراس التانيين يحلفوا بحياتهم إنهم مكنوش عايزين – إنهم كانوا عايزين يفضلوا ويحاربوا وميسيبوهاش تواجه عدوهم لوحدها. بس مهما كانت توسلاتهم وشروحاتهم، الأمير مبيسمعش غير جملة واحدة قالها راجل مستخبي في الظل في ركن الأوضة، تعابير وشه باردة وبعيدة، وصوته حاجة مظلمة أخو الحب كان هيفخر بيها. "خطفوها."
زي أي "لا يمكن لمسها" تاني، "الصمت" بيظهر لما وجوده بيسيطر. بيسأل عن حضور أخته، بس سرعان ما بيبقى واضح لما نفس الأمير بيتسرع. الاتنين بيتفرجوا على أمه وهي بتحاول تهديه، وبيسمعوا أصحابه بيجروا يجيبوا كوباية ميه. هما عارفين كويس إمتى يمشوا قبل الكارثة، بس بيستنوا لحظة واحدة بس عشان يشوفوا إيه اللي "الغير قابل للتنبؤ" الجديد ده ممكن يعمله.
الأمير بينط من حضن أمه قبل ما أي حد تاني يقدر يهديه، وفي ثواني بيكون بره الباب وداخل الفسحة الصغيرة حوالين الكوخ. بيقف لما بيشوف فرسه الأسود بالكامل بيتربع حوالين التراب الغامق، طفلين بيضحكوا فوق ظهرها بيهتفوا لها عشان تجري أسرع. الإدراك إن البنت اللي مش لاقيها وفت بوعدها في إنها تخرج الكل بيضربه بقوة. باب البيت بيفتح تاني، وحارسه بينادي اسمه اللي مبيسمعهوش وهو بيلف وبيجري ناحية الغابة. مع الحب والصمت اللي بيتبعوه عن قرب، بيعدي على الشجر أسرع من أي وقت فات. بيفتحوا عقله وبيسمعوا إيه اللي بينادي جواه. اسمها. اسم البنت صرخة حرب على شفايفه وفي قلبه، بيتوسل لها تسمح له يلاقيها تاني. كل ما الصمت بيقوى، كل ما الحب بيحس بألم أكتر وصرخاتهم بتتردد صدى صرخاته هو. ميل ورا ميل، فوق الصخور وتحت الفروع المنخفضة، بيجري. بيعدي على الشجر والوحوش اللي بتنهم وتخبط فيه قبل ما تهرب لما تحس بيه. الغضب المتزايد والقوة المجهولة اللي بتضرب أشرس من حد السيف. بينادي وينادي، وأخيرا بيجيله رد. اسمه. اسمه هو اللي بيتردد تاني بصوت البنت اللي مكنش المفروض يقدر يسمعها. بيتوسل لها تسمح له يلاقيها، وهي بتتوسل له يوقف يدور. يسيبها تروح.
سيبني يا داريوس. جاي يا داريوس، بينادي هو رد. لو سمحت متخلينيش أعملها. سيبني! رايح جاي بيتوسلوا لبعض لأفعال متضادة. واحد بيتوسل عشان ميلاقيهوش، والتاني بيتوسل عشان ميتسابش لوحده. ومع ذلك، بيكمل جري حتى لو مش متأكد من الاتجاه. قلبه بينبض بصدق، ونفسه بيتحول لحاجة مصممة ومنتظمة، قادر يكمل لحد ما ضوء الشمس يضرب وشه ويقدر يشوف الأفق. خايف من اللي ممكن يحصل لو موصلش ليها في الوقت المناسب. فبيجري وبيجري، وهي بتتوسل له يوقف. وبعدين هي كمان بتقف. أنا آسفة.
الحب والصمت بينكمشوا للخلف لما حاجة جوه العالم بتتقطع. ليهم، صوتها زي الرعد مباشرة في ودانهم. للأمير، بيحس إن جسمه اتقطع نصين. رجله بتتعلق وبيطير لقدام، بيقع في التراب والشجيرات الحادة اللي بتقطع هدومه وجلده لحد ما بيقف. "الوجود" و"الإمكانية" بيجروا على صرخات أطفالهم اللي دلوقتي بتوصل ليهم في الوقت اللي صرخات الأمير بتهدى. بيدوروا على ألمهم، مشتاقين ياخدوه، بس ده مش ألمهم. مش ألم الأمير. الحاجة في الحاجات اللي زي "الغير قابلة للتنبؤ" إنها غير قابلة للتنبؤ، وده بيخليها خطيرة زي ما هي قوية.
الأمير بيقوم من مكان ما وقع وهما كلهم بينطوا لورا. راح نص روح قلب كان مليان، واتبدل باللي شد انتباههم من الأول. قوة مجهولة عمرهم ما شافوها ولا سمعوا عنها ولا حسوا بيها قبل كده. حاجة محدش يقدر يتوقعها أو يفهمها أو يتحكم فيها. لما الأمير بيقوم تاني على رجليه، الهوا بيبدأ يدور حواليه، والنار بتفرقع في عروقه. عينيه الخضرا الباهتة بتتغير، وبتاخد ألوان العنصرين. واحدة برتقالي بيحرق بوضوح، والتانية فضي سائل ومضيء. أصوات بتنادي من بعيد، بتدور على الراجل اللي كانوا يعرفوه. نسيم الهوا بيتحول لقاسي وغير رحيم لحد ما بيتعوج لزوبعة بتتشكل، والشعلات بتشرق عشان تكون الجدران. أسرع وأسرع، أسخن وألمع، الأشجار اللي ماتت من زمان بتتحول لرماد في ثواني. الأرض تحت رجليه بتتحول لسواد مينفعش يتوصف، تربتها اللي كانت غنية بالمغذيات اللي خلت الشجر أخضر من زمان، بتموت في وجودهم دلوقتي، وبتسيب مكان لفراغ مليان بقوة حتى "اللا يمكن لمسها" بتهرب منها. ألم لا يوصف. فراغ. سكون مش طبيعي بيمص القوة من أي حد بيحاول يقرب منه. بينادي على "اللا يمكن لمسها"، عايز قوتهم، عايز يمتلكهم. اللي بيطلع من الأمير ومن الكسر اللي في العالم دلوقتي هو اللي ممكن ينهي العالم ده.
كل ما النار بتعلى والهوا بيجري أسرع لحد ما بيعوي زي الديابة اللي مش مخلوقة من لحم بس من وعد. الأمير في كل شوقه يلاقي اللي فقده، في المقابل فقد نفسه. قوته دلوقتي بتحكمه، الحاجة اللي جواه بتسيطر عليه، ولو موقفش هيقتل عيلته وأصحابه اللي لسه بينادوا اسمه وبيخاطروا بالانجراف في عاصفته عشان ينقذوه. لو فضل مكمل، هيحرق العالم قبل ما يقدر ينقذه.
خوفاً من اللي ممكن يعمله، الحب بيعمل اللي لازم يتعمل. بيلاقي الأجزاء اللي الأمير ادعى امتلاكها مع البنت، وبياخدها تاني. من غيرها، قوة الأمير بتقف، وبيقع على الأرض، فاقد للوعي تاني.
في صمت عقل الأمير، "الصمت" بيوشوش جواه.
فيه حاجات كتير في الكون محدش يقدر يتوقعها، أو يفهمها، أو يتحكم فيها، بس ممكن تلاقيهم لو دورت بس. دور عليها. دور عليها وتقدر تصلح اللي اتقطع. دور عليها، وتقدر ترجع اللي اتسرق.






الأول كانت ساعات. وبعدين الساعات دي دخلت في أيام، والأيام في شهور، والشهور... هو كده عدى سنة؟ سنين؟ جرس معبد مبيرنش هنا. أياً كان فين هنا. وإمتى.

كل اللي أعرفه هو البرد. حجر الأرض وصوت الفيران أو الكائنات اللي بتجري في الضلمة اللي مالية الأوضة المشؤومة. كل اللي أعرفه هو الألم. التشنج اللي بيجري في جسمي زي نبض قلب بحس إنه عد تنازلي لآخر نفس ليا.

اتنفس.
التنفس بيوجع. فتح عيني بيوجع، أو حتى تحريكهم تحت جفوني.

فاكر لمسة إيد ويل وهو بيمشيها على ضلوعي المكسورة. إزاي دايماً بيعمل كده قبل ما يكسرني مرة... ورا مرة... ورا مرة. زي فنان بيبص على لوحته.

بصرخ، بس صوتي متكسر ومفقود، مجرد صلاة صامتة لكل حاجة تنتهي. إني أتحرر. بتنفض لما أعصابي بتلتهب في جسمي كله، بس ده بيخلي الموضوع أسوأ. فبعيط. بعيط لحد ما يخلص. بعيط لما الإيدين الناعمة، اللي مالهاش كالو، والدافية بتصلح الأجزاء المكسورة تاني. وبعيط لما بيتسابوني على الأرض أتدحرج في البرد ومع أفكاري البطيئة.

كنت هاكل، بس كل حاجة ببلعها بتتحول لمخدتي.

ساعات بصحى ألاقي نفسي ريحتي أوكالبتوس. ريحته هو. اللي بيكسرني. مش ويل. هو بيكسرني من بره.
التاني.
الـ...
زاكسياس. ده اسمه. أعتقد.
هو بيكسرني من جوه. بيحط إيديه على هيكلي العظمي، وبعدين عينيه الحمرا بتبلعني بالكامل وبنهار وبقع. وبعدين فيه صوت. أصوات. كل واحد بيشد لمكان أنور. بيشد للأماكن اللي فاكرها. اللي ماسك فيها.

حاربي يا صغيرة. حاربي.
بابا. ده أبويا. كانت عنده أحسن ابتسامة. اللي نادرة أوي لدرجة إنك كنت هتفتكرها نجمة ساقطة نزلت عند رجلك. علمني أبقى قوية. دربني أحمي اللي حواليا. ومقدرتش. مقدرتش. هو مات... لأني مقدرتش. بس أنا عملتها. أنقذت الكل في الليالي اللي فاتت دي. وفيت بوعدي، وهما خرجوا. بس أنا هنا.
بتوجع.

قومي وحاربي.
ماما. قد إيه وحشاني. وحشاني عينيها، ابتسامتها، وذراعاتها الدافية اللي كانت هتبقى نعمة أحس بيها حواليا دلوقتي. نعمة إنها تحتضنني في حضنها وتبوس راسي. تقول لي إنها هنا. بس هي راحت. كان عندي سبع سنين، ومكنش عندي حاجة أقدمها لها. مفيش راحة. مفيش كلام. مفيش غير حبي اللي كان عديم الفايدة عشان أمنع السيوف دي من إنها تلطخ الملايات بالأحمر. عديم الفايدة. بس أنا مش كده. لو كنت عديمة الفايدة، كنت مت. أنا أسوى أكتر مما هما فاكرين، وهيفضلوا دايماً يقللوا من تقديري. عشان كده هيقعوا. عشان كده الصوت التاني موجود. عشان يفكرني ليه الألم ضروري. ليه كل ده هيترد لما أغنيتي تخلص.

لاقيه وتقدر تلاقي اللي ضاع منك.
كنت لازم. كنت لازم أكسرها. وكانت بتوجع. بتوجع أوي – كانت بتوجع.
سمعته بيتوسل. حسيت بيه بيشد اللي لسه مكتشفاه، وكنت لازم أسيبه. كنت لازم أفقد نفسي عشان هو يفضل مكمل. هو كان عايز يلاقيني. توسل عشاني، بس مقدرتش أخليه. أغنيتي كانت بدأت، ومع إني عايزة صوته يندمج مع صوتي زي الليلة دي من زمان، الأغنية متكتبتش عشان تبقى دويتو. اتكتبت عشان تبقى فردي. طريق مظلم وغادر بيلف حوالين نفسه وبيتعقد. طريق ممكن يستحمله بس حد مخلوق لعالم تاني. طريق المفروض يخلي العالم يرتعش تحت رجليهم.

ومع صوت باب الحديد السميك وهو بيخربش على الحجارة وهو بيتفتح، وده اللي بيمثل خسارتي اللي جاية لكل حاجة تاني من الأول، بسمع الأصوات دي، وبستنى الجسر الهادي عشان أتحرك.
عشان أخليه يوجع.
يا إلهي بيوجع.






الجبل ده بدأ يضيق عليا. الممرات المحفورة فيه بتردد صدى خطواتي بجزمتي، بتعرف أي كائن حي إني مش في أحسن حالاتي المزاجية. أنا كده معظم الأيام، بس ده عشان اتقهرت أعيش مستخبية آخر عقدين من الزمن اللعين. حاسة إني فارة لعين.

من الناحية الفنية، دي مجرد نقطة صغيرة في حياتي الخالدة، بس عشرين سنة لسه عشرين سنة موجعة مهما كان عمرك طويل. مش إن حد هيقدر يلاحظ بما إني لسه شكلي في أوائل العشرينات. صعب أشك إن أي حد من نسل فاني ممكن يستحمل الحقيقة المفاجئة إني عندي مية اتنين وتلاتين سنة. البشر بيقولوا ده مستحيل، بس أخواتي بيقولوا إني لسه في المراحل المبكرة من الحياة بالرغم من طباعي الخشنة.

الوقت سخرية. سخرية غبية، بلهاء لما بقدر أسرّع أو أبطّأ أو أجمّد الوقت بنص فكرة. بصراحة ممكن أخلي الأيام دي تعدي أسرع، بس استخدام القوة بيصرفني خالص، ومع وضعنا الحالي، محتاجة أكون بكامل قوتي وجاهزة للتحرك في أي لحظة.

ومع ذلك، ده مش معناه إني هقعد هنا وألعب بصوابعي في الوقت اللي المفروض نكون بنعطي الأولوية لسلامة الناس اللي أنا وأخواتي من الـ "جينيفا" حلفنا نحميهم.

إحنا تسعة. كل واحدة بقوة مختلفة حاربنا عشانها واتعطت لنا طالما استخدمناها لخدمة وحماية حكامنا. تسع ستات بنعتبر بعض أخوات عشان مش هنعرف أي عيلة تانية في حياتنا. إحنا أكتر فصيلة نخبوية وقوية وخطيرة في "كير". أو كنا هنكون لو مفيش مختل شرير أجبرنا على إننا نختفي من العالم عشان نحميه من الهبل ده. حتى قبل عمر بشر واحد، وجزيرتنا كانت خلاص تعتبر منسية. رغم إني أظن إن "ثراليا" عمرها ما كانت مرتبطة بباقي العالم. اللي بيعيش في جزيرتنا مش موجود في أي مكان تاني، وأجدادنا عرفوا من زمان إن المجهول والقوي بيميلوا للصيد لحد ما ينقرضوا بسبب الخوف. ده حصل للـ "فاي" من حوالي دستة قرون، وكنا هنكون اللي بعدهم.

مش إن ده ساعد إن الناس اللي متعطشة للسلطة اللي عايشين في "ثراليا" تفضل بره. دلوقتي إحنا هنا، محبوسين مستخبيين في جبل في حتة أرض زبالة مالهاش أي علاقة بوطننا. الجزيرة كانت الأرض الوحيدة اللي عرفناها لحد ما "دون" سابتها. حسيت إنها سكين في القلب لما عرفت إنها اختفت في الخارج من غير أي أثر لمكان راحتها. كبرنا سوا، دبرنا مؤامرات سوا واكتشفنا المتع الكتيرة لكونك ست في نفس الليلة. بعد ما خططت إني أدخل الـ "جينيفا" في سن صغير، افتكرت إنها فكرة كويسة إني أصاحب الوريثة اللي جاية لعرش "ثراليا". كانت مجرد ميزة في الأول، بس اتعلمت بسرعة إن مفيش أي حاجة عن "دون" كانت ممكن تتوقعها. توأمها مكنش مجنون زي "دون"، بس أحياناً كانت بتيجي معانا في مغامراتنا.

لما "دون" مشيت، عرفت لو أي حد عارف راحت فين، كانت "سيبيلا". "إيلا" الصغيرة اللي دايماً كانت ودانها ورا الزاوية وعنيها بتتجسس في الضلمة. سألتها عن اختفاء أختها كل يوم، بس قالت إن مكان أختها كان لغز ليها زينا كلنا. كنت قريبة أوي إني أسحبها من شعرها لمكان معزول أقدر أخد منه الإجابات اللي عايزها، لما "باتر برينسبس"، الملك "كاريجان" الراحل، بعتني أنا وأخواتي الثمانية، وعجوزة، وحفنة من جواسيس "ثراليا" الموهوبين عشان ندور على "ماتر ناتورا" الهاربة بتاعتنا.

دورنا ودورنا، ومحافظين على التخفي وبنجيب معلومات من قيل وقال السكارى في البلد أو الهمس اللي بيردد في الأزقة. لسنين دورنا في كل شبر من القارة الوسطى على أي شرارة من قوة ملكتنا، بس النهاية مكنتش زي ما كان المفروض تكون. عشان كده رتبنا أمورنا، وجمعنا ناسنا المنتشرين في الأرض، وفضلنا مستخبيين لحد ما جه اليوم اللي نوفي فيه بالعهد اللي حلفناه برباط دم اتعمل يوم تتويجها.

أنا مخترتش حتة التراب الناشفة دي مخبأ لينا، وده باين. جبل "هوليس" هو أطول جبل في سلسلة الجبال اللي بتمتد على طول الحدود الشمالية الشرقية بين "كريسيديا" و"فاندريا". الناس غالباً بتتسلقه عشان تعدي من مملكة للتانية من غير ما كشافات الدوريات تلاحظهم، بس لو قربوا مننا أوي فجأة بيلاقوا نفسهم بياخدوا طريق طويل حوالينا أو بيرجعوا. دي مجرد تعويذات بسيطة محفورة في لحاء الشجر اللي حوالينا في حدود ميلين من مكاننا. أخواتي كلهم عارفين العلامات، بس "ويلا" هي اللي عندها القوة تحافظ عليهم لفترة طويلة كده.

"ويلا" هي العجوزة اللي "كاريجان" بعتها معانا والست اللي افتكرت إن الجبل ده، اللي شتاه برد وصيفه حر أوي، هو المكان المثالي نقعد فيه تسعتاشر سنة.
طيب، هي مش ست عجوزة ذبلانة وشعرها رمادي ومكرمشة ومزاجها وحش، بس لسه عجوزة في نظري. بقالها تمنمية خمسة وسبعين سنة عايشة. كتير حبتين لو سألني، بس معظم الخالدين ممكن يعيشوا آلاف السنين لو صحتهم كويسة، و"ويلا" لسه نشيطة كفاية إنها تجارينا في حلبات القتال. هي أكتر واحدة عندها خبرة في "ثراليا"، واسمها مناسب لقوتها. تقدر تحمي نفسها واللي حواليها من أي حاجة، وتخلي الناس غير مرئيين، وتخنق حواسك، وتشفي جرح في ثواني، وتتحمل تعويذات سنين طويلة، ومحصنة ضد أي تأثير قوة من أي نوع.
ويلا: الحماية الصارمة.

كونها الأقدم والأحكم، كانت هي "السيدة العظيمة" لجبل "هوليس". مش هسميها ملكتنا، بس أشبه بـ... مديرتنا. بتتعامل مع كل حاجة من متابعة إمداداتنا لحد ما تخلي حتة الصخر دي ملاذ آمن. أنا وأخواتي أحياناً بنحافظ على التعويذات لما "ويلا" بتبدأ طاقتها تستنزف، بس بخلاف كده، إحنا أساساً بنراقب كل المراهقين الأغبيا. تدهور كبير عن اللي المفروض بنعمله. هما مجموعة صغيرة، بس بيكرهوا المشاكل. بيحبوا يتسللوا لـ "هسترا" ويستمتعوا ببعض المسافرين اللي بيعدوا من ممر "شيبارد". ده وجع دماغ إني أروح أرجعهم وبعدين "تانيث" تمسح عقول التجار اللي مش فاهمين حاجة. كنت هتجنن عشان بخليها تضيع قوتها على حاجة فجة كده، بس هي محتاجة تطلق قبضتها على القوة بين الحين والآخر. كلنا كده.

قوتنا كنز معقد. من ناحية، مفيدة في القتال، بس من ناحية تانية، ميمكنش احتواؤها بالكامل. لو كتمت كتير هتبدأ تتغذى عليك من جوه لبره لحد ما تموتك. أو تطلقها لآخر قطرة وتنام دورات طويلة. لو استخدمتها لآخر قطرة، بتفضل ضعيف في غيبوبة. وده بيخليني أتصاد بسهولة. عشان كده محتاجين نستخدم قوتنا بانتظام عشان متفورش زي المية المغلية في حلة، بس كمان محتاجين يكون عندنا أكبر قدر ممكن منها لما يجي عيد ميلاد معين أخيراً ويخلص على الحبر بتاع الدواير المتشابكة على معصمنا من جوه. لحسن الحظ، "ثراليا" كلها متدربة على الدفاع عن نفسها. عرفنا من قرون إننا هنتصاد وهنتقطع عشان حتى أصغر جزء من قوتنا، عشان كده أول ما بتوصل لرقمين، بيتعلموك أساسيات إزاي تحافظ على نفسك لو اتخطفت.






لو اخترت، من حقك تروح لأقرب معسكر تدريب وتتعلم أكتر. المشكلة الوحيدة إنك لو اخترت تعمل كده، مش هتعرف حاجة غير معسكر التدريب لمدة عشر سنين. مفيش أي اتصال بأي حد بره الأسوار نهائي – ولا حتى العيلة. بتبقى معزول وملتزم بجدول صارم بيخليك تتعلم في الفصل، وتتدرب بالسلاح وبدونه، ومفيش راحة غير لوجبة أو نوم. الموضوع مش وحش زي ما يبان. بعيداً عن الجدول المزدحم، بيتم تخصيصك لمجموعة صغيرة فيها حوالي تمن لتناشر طالب تاني. الاختيار بيكون عشوائي، ودايماً بتتحط مع الطلاب اللي وصلوا في نفس الدفعة بتاعتك.
أنا وأخواتي بقينا أصحاب بسرعة بعد ما اتحطينا في مجموعة واحدة. قضينا عشر سنين في المعسكر بندفع بعض دايماً لأقصى حدودنا. كنا عارفين المدربين هيطلبوا إيه مننا بما إننا كنا المجموعة النسائية الوحيدة في المعسكر، عشان كده كنا بندفع أسرتنا ناحية جدران الأوضة المربعة، ونكمل تدريب لما كان المفروض نكون نايمين. هدفنا كان نكون أسرع وأقوى وأكتر مجموعة فتاكة في معسكر "داليكا". كان نادر أوي يكون فيه مجموعة كلها ستات، وكنا عايزين نثبت نفسنا للآخرين. لما جه وقت الاختبارات، كنا خلاص بقالنا مهابين و مستهدفين جداً.

بيجنني دايماً إننا بقالنا عشرين سنة مجرد أشباح بنستخدم كجليسات أطفال وخادمات. حماية أرواح اللي أقسمنا نحميهم دي قصة تانية خالص، بس إننا نخلي بناطلين اللي في الجبل عليهم عشان نحافظ على عدد سكاننا تحت السيطرة، دي قصة تانية خالص. ده غير إننا مش بنقدر نثق في أي حد غيري أنا وأخواتي يروح "هسترا" عشان يجيب مؤن، وكل ده بكميات كبيرة وبسعر كويس كمان.

بالمناسبة، شكلها كده هعمل رحلة تانية للمدينة اللي ناشفة دي.
لقيت "ويلا" في "مكتبها" بتتكلم مع "كولدو"، واحد من الرجالة المسؤولين عن تقنين الطعام. هو مبيطلعش هنا غير لما يحتاج حاجة. ده مفهوم. أوضة "ويلا" في أعلى مستوى في الجبل، والكل التانيين في الكهوف السفلية. أنا وأخواتي في مستوى بين الاتنين، وده بيخلي الذهاب في أي اتجاه متعب. مش فاكرة إني كنت شاكرة كده قبل كده لقوة "الضباب" من العناصريين، اللي بتسمح لنا نسافر لأي مكان نفكر فيه في ثواني. كده نقدر نختفي عند أدنى فرصة للخطر ونوصل من مكان لمكان في بضع ثواني. كل ما المسافة كبرت، كل ما كان سحب القوة أصعب، بس بقت أسهل في العقود القليلة اللي فاتت.

"بقالنا شهر خلاص"، بقول بمجرد ما أدخل مكتبها.
بتتنهد، عارفة النقاش اللي جاي. "هتأكد إن الصناديق تتملي تاني"، بتقول لـ "كولدو".
"شكراً يا سيدة عظيمة." بيمشي ناحية الباب، وواضح إنه بيبعد عني خمسة أقدام وهو بيعمل كده. ممكن يكون ليا سمعة إني برمي نجوم حديد صغيرة وحادة على الناس لما بكون في واحدة من "موداتي".
مستنتش الباب يقفل قبل ما أتكلم تاني. "هو ماشي في الاتجاه الغلط. المفروض نوجهه ناحيتها – لكن بدل كده، إحنا بنتفرج عليه هو والأغبيا التانيين بيجننوا عشان لسه مالقوهاش. إحنا أخدنا عهد لـ "ثراليا" نحمي ونخدم العناصريين-"
"إنتي كمان عملتي وعد لـ "دون". ناوية تكسري الوعد ده وتخاطري بموتك اللي مش هيجي على إيد سيف، بس بوشم على معصمك؟"

بسكت. هي استخدمت نفس الرد الأقرع ده كل مرة جيت هنا في الدورات الأربعة اللي فاتت. الكل عارف إني آخر واحدة تكسر وعد – خصوصاً لأقرب صديقة ليا وملكتنا السابقة. لما ماتت من حوالي حداشر سنة، كلنا حسينا بيها. بما إننا كنا مرتبطين بيها من ساعة ما اتولدت، أنا وأخواتي عرفنا اللحظة بالظبط اللي قلبها وقف فيها. كنا في نص أكل وكنا كلنا فقدنا الوعي. صحينا بعد دقايق ومقولناش كلمة واحنا بننتقل كلنا لـ "فيرنوي". اللحظات اللي بعدها مش اللي بتمنى أفكر فيها. ده بيخلي العلامة على دراعي تحكني وبكرمش صوابعي في كفي عشان أمنع نفسي من كده.

"لما تكبر في الدورات اللي جاية، متفتكريش للحظة إني مش هكون موجودة عشان أقتل كل شخص حتى لو بص عليها غلط، قبل ما أكسر السلاسل دي من عليها"، بقول للمرة المليون.
"روهانا..." بتسند في كرسيها ورا مكتب الأرز المتشقق. مليان بأوراق متناثرة، ومرفقيها بيكرمشوا كام ورقة وهي بتسقطهم. أعتقد إنها شافت أيام أحسن. شعرها الأحمر الزاهي معمول ضفيرة تاج فوق راسها، بس هو منكوش ومفكوك، وخصلات طائشة بتنزل قدام وشها. لما بتبص لي تاني، عينيها الخضرا شكلها تعبان خالص. عندها حلقة دهب حوالين بؤبؤ عينها بدل الفضة. بصفتها "الحامية الصارمة"، اتعطت قدرات متعددة بدل مجرد الظهور. عشان كده هي دهب – أعلى مني ومن أخواتي اللي دوايرهم فضة.
الست العجوزة اللعينة بتطلع الكارت ده كل فرصة بتجيلها برضه.

"مقدرناش نتدخل. سمعتي "ديربهال" اتنبأت بإيه-"
"دي كانت غلط قبل كده"، بردد.
"أيوه، بس عمرها ما غلطت في الحاجات دي. عمرها ما غلطت في العناصريين."
على كده، معنديش أي رد. "ديربهال" عرافة – قوية جداً. لو "دي" قالت نمشي في الطريق الشمال بدل اليمين، بنعمل كده. لو قالت منتخلش في حياة الآخرين يبقى منتخلش. ودي الأخيرة هي اللي بتنهش فيا حالياً.

"يبقى هتسيبيه يفضل يكسرها؟ زي ما كسر "كليمينس"؟"
عارفة إن ضربتي وصلت لهدفها لما درع حماية بيترفع حواليها. مش عشان تمنعني إني أضرها، بس عشان تمنعها هي من إنها تضرني. دي ورقة وحشة ألعبها، وبتمنى فوراً لو كنت أقدر أسحب كلامي. ولا واحدة فينا بتحب تفتكر اليوم ده. اليوم اللي بدأ فيه كل ده.

"اطلعي بره."
"ويلا، أنا مكنتش أقصد-"
"اطلعي. بره."
بتشاور على الباب وعارفة إني مش لازم أحاول أعتذر بعد ما جبت سيرة "كليمينس". بضرب نفسي ذهنياً عشان كنت وقحة، بلف وبخرج من الباب.

طلعت السلالم دي عشان أحاول أفرغ الغضب اللي جوايا، ودلوقتي شوف عملت إيه. هي مش هتحب تشوفني لدورة أو اتنين. على الأقل، مش من غير ما تكون عايزة تخنقني أو ترميني من على جانب الجبل. كنت عارفة إني المفروض جبت "تانيث" معايا عشان تخليني تحت السيطرة، بس هي كانت بترسم في أوضتها طول اليوم وصعب أوي تنتزع الورقة والقلم من إيديها من غير ما تحصل على كام كدمة وخدش في العملية. الست دي بتحب فنها.

الآلهة وقديسيهم يصلوا ليا ولغبائي وسرعة غضبي. بيوقعني في مشاكل كتير، بس ده عمره ما بيوقفني عن إني أعمل حاجة متهورة. أشك بشدة إن في حاجة ممكن توقفني.
 

تعليقات

مؤلفون تلقائي

نظام شراء